دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر بعد ترتيبات قادتها الولايات المتحدة مع قطر ومصر، ما مهّد لهدوء حذِر بعد عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. انسحبت القوات الإسرائيلية إلى خطوط حددتها في غزة مع حفاظها على السيطرة العسكرية على أكثر من نصف القطاع، مع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. أفرجت حركات الاحتجاز عن جميع الرهائن الأحياء، غير أن جثمان أحد الرهائن لا يزال في غزة.

 

مسار الخطة وخطوات المرحلة الأولى

 

رسمت الخطة التي دفع بها الرئيس الأميركي سلفاً رؤيا تشمل وقف إطلاق النار، انسحاب القوات، وفك أسر الرهائن، ثم إدخال مساعدات إنسانية. حُدّد يوم 10 أكتوبر كبداية للتهدئة، تلاه الإفراج عن الرهائن الأحياء في 13 أكتوبر. أُدخلت مساعدات غذائية ومستلزمات طارئة إلى غزة بشكل مكثّف. لكن انسحاب القوات بقي جزئياً، إذ حافظ الجيش على مواقعه داخل القطاع.

 

أسباب بطء التقدم

 

عرقل غموض في تفاصيل المرحلة الانتقالية تقدّم الخطة إلى الأمام. رفض بعض وزراء حكومة نتنياهو فكرة تسليم الحكم المدني إلى إدارة دولية، وحرصوا على إبقاء السيطرة الأمنية. طالبت إسرائيل باستلام بقايا الرهينة قبل انطلاق أي مفاوضات حول المرحلة التالية. دعّمت جهات فلسطينية تحت رعاية مصر تشكيل «هيئة تكنوقراطية» مستقلة لإدارة غزة، غير أن إسرائيل لا تزال تملك الكلمة. لا وضوح كذلك في مصير التسليح: حماس عرضت تسليم جزء من أسلحتها ضمن عملية سياسية شاملة، بينما تشترط إسرائيل نزع سلاح كامل تحت إشراف دولي.

 

ما ينتظر غزة والمنطقة

 

تركز الخطة على تشكيل «مجلس سلام» يديره المجتمع الدولي إضافة إلى إنشاء قوة استقرار دولية تُعنى بتأمين الحدود ونزع السلاح ومراقبة وقف إطلاق النار. فإذا اضطلعت دول مثل تركيا أو قطر بدور في القوة الدولية، قد يبدأ انسحاب القوات الإسرائيلية خطوة بخطوة. تتجه الأنظار نحو مؤتمر مصري لإعادة الإعمار يعالج الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية في غزة، وسيسعى لتأمين احتياجات إنسانية عاجلة.

 

يبقى الحفاظ على الهدنة الهدف الأساسي في هذه المرحلة، لأن انهيارها قد يعيد دوامة العنف. كتابة الخطة تبدو واعدة، لكن تطبيقها يواجه اختبارات سياسية وأمنية داخل إسرائيل وبين الفصائل الفلسطينية. نجاح الخطة قد يوقظ بارقة أمل للغزاويين ببناء حكومة مدنية شفافة، إعادة خدمات، وإعمار مدن مدمّرة. لكن أي إهمال في تنفيذ بند من البنود، أو تردد في تطبيق إطلاق القوات، قد يقلب المعادلة كلها.

 

https://www.france24.com/en/live-news/20251204-what-should-happen-next-under-the-gaza-peace-plan